غزة00امارة ظلامية أم ماذا؟؟

غزة00امارة ظلامية أم ماذا؟؟

سمعنا قبل أيام من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وبعد أن أعلن عن تاريخ الأنتخابات
الفلسطينية وذلك ردا على تلكؤ حماس في الرد على الورقة المصرية , وتجاوبا مع رغبات
ساكن البيت الأبيض " أوباما"بعد أن وعد رئيس السلطة بدعم أمريكا وأوروبا للسلطة اذا
ما أعلن عن موعد الأنتخابات وتجاوز الحوار الدائر بين فصائل العمل الفلسطيني داخل
المنظمة وخارجها وخاصة مع حماس ذات الثقل الأساسي على الأرض حيث وصف السيد
الرئيس "حكم حماس " في غزة – والتي جائت عبر انتخابات سماها الجميع ديمقراطية
والتي رفضتها اسرائيل وأمريكا والدول الأوروبية وكثير من الدول العربية- بالأمارة الظلامية
وهذا الوصف هو موضوع طرحنا الحالي 00
فهل الحكم في غزة ظلامي ؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال أريد أن أذكر الأخوة والأخوات أن هذا الوصف أو هذه الكلمة
جائت من المخرجات الأمريكية في التسعينات من القرن العشرين ضد الحركات الأسلامية
المقاومة للمشروع الأمريكي والصهيوني , ثم ذكرها الرئيس الأمريكي (كلينتون) بكل صراحة في البرلمان الأردني واصفا الحركات المجاهدة ضد الأحتلال الصهيوني والرافضة لمفاوضات السلام التي كانت متعثرة وخاصة بعد دخول المجرم شارون الى باحة المسجد الأقصى متحديا الفلسطينيين والعالمين العربي والأسلامي وعلى أثرها انتفض الشعب الفلسطيني بانتفاضة قدم فيها الشعب الفلسطيني صورا من البطولة والفداء التي زعزعت كيان العدو الصهيوني وخاصة في العمليات الجريئة داخل الوطن المحتل عام 1948م والتي كانت بفعل الشباب المسلم من حركتي الجهاد الأسلامي وحماس وكذلك فتح – كتائب شهداء الأقصى-
وبالتالي أحرجت الأدارة الأمريكية ومن والاها من الأنظمة العربية وبعض من التصق من
القيادة الفلسطينية الرسمية بالمشروع الأمريكي في ما يسمى " وهم السلام "
كلينتون ذكر الظلامية واصفا بها الحركات الأسلامية وهو لا يفرق بين الحركات والأحزاب
والأفراد من الأمة العربية أو حتى الأسلامية 00انه يعني بها كل مسلم يناهض السياسة الأمريكية باعتبار أن أمريكا – بديانتها المسيحية- هي مشعل النور في العالم وأن الآخر وخاصة من يعارضها ولا يسير في ركابها هو ظلامي وصدق الله العظيم حيث يقول : ( ولن
ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى00)
لم نسمع من السيد رئيس السلطة بعد أن وصف جزئا كبيرا من شعبه بالظلامية لم نسمعه
أن وصف دولة العدو بالظلامية ولا في أي خطاب أو تصريح أو حتى تلميح ؟
علما أن اسرائيل كدولة قائمة على مفهوم ديني توراتي , وتعتبر نفسها دولة اليهود في العالم
وتعتبر أن أي يهودي يحق له أن يستوطن في فلسطين كوطن له ,وحتى أن القوانين الصهيونية لهذه الدولة تراعي الأصولية الدينية اليهودية وأن المتدينين يتميزون عن غيرهم
بالدعم اللامحدود في التعليم والصحة ومعظم مجالات الحياة وهم مستثنون من الخدمة العسكرية واذا خدموا يخدمون في مجالات محددة , وليس ذلك فقط بل الآن يا رئيس السلطة
يطالبونك بالأعتراف ليس باسرائيل بل بيهودية اسرائيل ؟ ولم نسمعك تصفهم بالظلامية ؟
أم هذه الدولة القاتلة التي دمرت القرى والمدن الفلسطينية عام 1948م دولة نورانية؟
هل هذه الدولة التي تعمل ليل نهار بقتل الفلسطينيين في أي مكان وبكل الأساليب الوحشية
دولة نورانية أم ظلامية؟
وهل هذه الدولة التي تبعث بمستوطنيها على دفعات متتالية لباحات المسجد الأقصى للأستيلاء
عليه كما استولوا على المسجد الأبراهيمي الشريف في مدينة الخليل , وبعد أن أصبح المسجد
الأقصى مهددا بفضل الحفريات التي جرت وما زالت تحت المسجد الأقصى دولة
نورانية أم ظلامية ؟
وبالتالي هل يعتبر من يتمسك بالثوابت الوطنية ظلامي ؟
هل يعتبر من يقاوم الأحتلال ويستعد لجولات المقاومة حتى التحرير ظلامي ؟
هل يعتبر من يحاول كشف همجية العدو الصهيوني بالحصار التام والقتل الجماعي وعدم
الرضوخ لشروط الرباعية وعدم الأستسلام ظلامي ؟
هل يعتبر من يرفض التعاون مع الأجهزة الأمنية لمطاردة الشرفاء من أبناء الشعب الفسطيني
ظلامي؟
وبالمقابل 00هل يعتبر من يلغي الميثاق الوطني الفلسطيني والتي قامت عليه الثورة
وتشكلت الفصائل الفلسطينية ووافقها عليه من جاء بعدها 00نوراني؟
وهل يعتبر من يستمر في جولات مكوكية مع قاتلي أبناء الشعب الفلسطيني دون جدوى
00نوراني ؟
وهل يعتبر القبول أو الرضوخ لمسلمات الأذلال والمهانة لشعبنا على الحواجز الصهيونية
والتي تكاثرت في عهد المفاوضات 00نوراني؟
وهل يعتبر دعم وتعاون جهات في السلطة على بناء واتمام الجدار العازل والذي سلب
آلاف الدونمات وهدم البيوت وشتت الشمل أكثر وأكثر 00نوراني؟
وهل يعتبر التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية ومطاردة شرفاء الشعب 00نوراني ؟
وهل يعتبر القبول باعتقال النواب والوزراء من حكومتك يارئيس السلطة00نوراني؟
00 يارئيس السلطة الوطنية بامكانك أن تكون رئيس الشعب الفلسطيني حينما تحمل
آمالهم وتعبر عن ارادتهم الحقيقية , وليس حينما تتخندق خلف طرح مختلف عليه بين
القيادات الفلسطينية وثبت عقمها وردائة صناعتها الأمريكية والصهيونية 00
سيادة الرئيس العدو الصهيوني ومن خلفه لا يريدون السلام ؟ وهذه الدولة لم تنشئ
من أجل السلام والأستقرار 00هذه الدولة نشأت لهدف واحد وهو عدم الأستقرار في
المنطقة وبالتالي عدم الوحدة بين أبناء الأمة الواحدة ليسهل السيطرة عليها وسلب
خيراتها 00
سيادة الرئيس ليس من العيب أن نعترف بأننا أجتهدنا فأخطأنا , وليس من العيب
أن نعلن أن العدو الصهيوني لم يعد يريد السلام وهذا ما صرح به وزير خارجيتهم
ليبرمان هذا اليهودي الذي جاء حديثا من روسيا وأصبح يقرر هو وعصابته أنه
لا أمل بالسلام وحتى بعد سنين عديدة حددها (16) سنه بعدد سنوات المفاوضات
السابقة00ولهذا نعود لخيار الشعب الفلسطيني وهو المقاومة , ولن نخسر بالمقاومة
أكثر مما خسرنا بوهم السلام , ولن تربح اسرائيل بفترة مقاومتنا كما ربحت بفترة المفاوضات
لذلك لم يعد لنا الا الله سبحانه وتعالى والذي قال في كتابه العزيز ( ان تنصروا الله ينصركم
ويثبت أقدامكم) وقال تعالى ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين)
صدق الله العظيم00

الأسير المحرر الشيخ ابراهيم سربل

جزاك الله خيرا