مهن تراثية في نابلس

مهن تراثية في نابلس.. تكافح الاندثار.. تقرير مصور

رغم
التطور التكنولوجي في الصناعة إلا أن أسواق مدينة نابلس التاريخية ما تزال
حتى اللحظة تتمسك بتراثها وعراقتها حيث تكافح صناعات تقليدية البقاء.

سوق
الساحة الشهير بنابلس حيث يقع عدد من المحال المجدولة ببنائها القديم
والتي يطلق عليها " بيوت العقد" تكافح عدد من الورش البقاء لتبقى تحمل في
طياتها تاريخ صناعة عرقية.

"التنجيد"
وهي عبارة عن ورش عمل لصناعة الوسائد والأغطية بأسلوب يدوي لم يبقى منها
سوى أربعة محال أو ورش بعد أن كانت إعدادها كبيرة تتنافس على صناعة أجود
أنواع الأغطية.

محمد
منى تجاوز العقد السابع من عمره شب وشاب على عمله بالتنجيد فتجعدات وجهه
تحكي حكاية التراث الذي توارثه عن أخواله ولكنه لم يستطيع أن يورثه
لأبنائه بسبب التقدم الصناعي وتوفير بدائل سريعة ورخيصة.

في
البداية كان منى يتوسد جنبه ممسكا بإبرة بخيط بها لحافا وعيناه تتابع حركة
يديه ليرسم شكلا هندسيا متقنا تتساوى فيها الزوايا والأضلع... فتارة يسير
بإبرته بخط مستقيم بزاوية 90 درجة وتارة أخرى تسير الإبرة بزاوية حادة
كأنها تعرف طريقها لتشكل لوحة فنية عند التقاء الخيوط معا على لحافا سكري
تتخلله ألوانا ورسومات أخرى.

منى
يتحدث لمراسل الحقيقة الدولية قائلا بعد أن تنهد من هذه المهنة رعية
إخواني وأبنائي وها أنا اليوم ما أزال اعمل بها رغم كبر سني أرى بها حفاظا
على تراث قديم ومهنة في سبيلها للزوال.

45
عاما هو عمر منى في هذه المهنة صنع أعداد لا تحصى من الاوسد والأغطية إلا
انه يخشى عليها من الاندثار يحث يقول كان هذا السوق يعمل به أكثر من أثنى
عشر محلا للتنجيد وأما اليوم لا يوجد سوى أربعة محال تنجيد تعمل بصعوبة
ويعود ذلك حسب منى إلى سببن أولها عدم رغبة الأبناء بالاستمارة في توارث
هذه المهنة وثانيها يعود إلى إقبال المواطنين على الأغطية الجاهزة التي
تقوم الماكينات بصناعتها بشكل سريع وبألوان وإشكال مختلفة.

ويضيف
قائلا تخيل انك تريد أن تشتري لحافا وتأتي إلي وأقول لك احتاج ليوم أو
أكثر لصناعته هل ستعود أم تذهب إلى شراء أخر من السوق الجاهزة؟!.

التنجيد من أساس التجهيز البيت القديم

وعن
تاريخ المهنة يتحدث منى قائلا قبل عشرين عاما كان الإقبال على التنجيد
كبيرا جدا حيث كان يأتي أهالي الريف الفلسطيني بصوف الخراف ونقوم بندفه
على ماكينة قديمة تتمثل في قوس خشبي وحبل مربوط عليا نندف الصوف عليها ومن
ثم نفرده على القماش ونقوم بصناعة الأغطية ولكثرة العمل كنا نقول للزبون
عد إلينا بعد شهر تجد طلبك جاهزا.

ويكمل
منى قوله عندما كان ينوي شاب الزواج كان من أهم استعداداته تجهيز الأغطية
عند المنجدين بينما اليوم الأمر مختلفا في يوم واحد يتم تجهيز كل ما يحتاج.

إلى
جانب منى ماكينة حديثة قال عنها أنها ماكينة الندف التي يقوم بندف الصوف
لكي يسهل مده على الأقمشة وتعمل بالكهرباء بينما كانت تستخدم قوس خشبي
يعمل يدويا يشبه إلى حد ما الة الربابة الموسيقية.

ويستغرق
صناعة لحاف واحد مدة 6 ساعات من العمل ويباع اللحاف المفرد ب80 شيكلا
بينما المزدوج يباع ب 140 شيكلا في حين تتراوح قيمة الوسادة بين 20 و30
شيكلا.

مهن اخرى

صناعة
الصابون البلدي بنابلس والتنحيس هي الاخرى تعاني الاندثار حيث تراجع عدد
محلات التنحيس إلى ثلاثة ورش بعد إن كانت أكثر خمسة عشر ورشة عمل.

محمود
زهير صاحب ورشة طلال أواني نحاس بالبلدة القديمة يتحدث للحقيقة الدولية عن
عراقة المهنة قائلا هذه المهنة كانت من أهم مقومات الحياة حيث كانت أواني
المطبخ مصنوعة من النحاس وتحتاج إلى الطلاء حتى تكون مؤهلة للطبخ.

ويضيف
قائلا كانا نخرج في جولات إلى القرى وكان العامل يضع برنامج للزيارات
وللعمل بالورشة من كثرة الطلب إلا أننا اليوم لا نكاد نعمل بل أبواب ورشنا
تفتح للجسلسات والدردشة فقط.

أما
مصانع الصابون رغم شهرتها إلا أن قلة الطلب عليها أدى إلى إغلاقها فقد
تحوله مصبنة الشكعة إلى دار للتراث وأخرى تحولت دار لعدد من المعارض التي
تنظم في المدينة ويعود السبب إلى إقبال الناس على الصابون المعطر والشهير.

جزاك الله كل خير

» نابلس الموسوعة العالمية
» صابون نابلس.. سفير التراث الفلسطيني